الصفحات

الثلاثاء، 1 يناير 2013

المواطن الشبح - و هبل الملك

بقلم الأستاذ:حدامي ولد محمد يحي 


تحية لمقاطعتي الحبيبة ، وأنا أكتب هذه الحكاية الأسطورية التي ترسم واقعنا أحتاج إلى الملاحظة التالية :
(المواطن الشبح وهبل الملك ) هذا واقع الوطن كله وما جكني عنه ببعيد .
القصة الكاملة لجكني:
في ليلة
من ليالي جكني الجميلة، جلست على ربوة بيضاء ، أتأمل "القمر" ليلة تمامه وكأنه اللؤلؤ ،  يرسل إلي ضوءه بهدوء ، ويهمس في أذني يحدثني عن جمال السماء ، والنجوم من حوله قد صفت ، والثريا لبست حلة عرسها في كون بديع ، وكأن النجوم جنود من حول "القمر الملك" والقمر يبسم عن ثناياه البراقة ، يرسل إلي رسالة حب وود ، ليجعل حياتي مفعمة بالخير والأمل.
والقمر طبع بطابع ذهبي كتبت بداخله حروف سحر الكون ، فقرأتها المدينة الجميلة ، وبلغة الليل الهادئ ، وكأن الكلمات مفادها: "لا قمر إلا قمرك يا جكني" .
والسيد "الملك هبل" يراقبني عن قرب لعل فترة مشاهدتي للقمر قد انتهت  ، لأن:( كون جكني كله يسبح بحمده ويقدس له) .
ويا لله ؟ سواد عيني وبياضها من ملك السيد  ، حتى منعني مشاهدة  البد ر وهواء المدينة النقي ، ولكن لا بأس .
دعني أتأمل الربيع ، تضحك له الدنيا وتصفق ، وحقول المدينة تخضر ، فإذا هي مروج أشبه ببساط سندسي أخضر ، وتزهر الأشجار، وتزدان الأرض بأبهى حلة قشيبة زاهية الألوان من الزهور و الورود والرياحين ، و جكني كلها تزهو بأنشودة الدعاء والمرح والسعادة.
والملك "هبل"في قصره الرمادي يراقب ساكنة المقاطعة ، ينظر بعيونه العشرة ، وكأنه ينظر بعيون زرقاء اليمامة "الزباء" والتي يضرب بها المثل في حدة البصر حتى رأت الركب في ظلام الليل ومن بعيد :
ما للجمال مشيها وئيدا       أجندلا يحملن أم حديدا
هو الملك نفسه الذي صنع مواطنا شبحا يركع بين يديه رغم العطش والجوع والفقر المدقع فملك الكون ، والماء والعود والنار ، وضرب المواطن الشبح ضربة مصارع قوي ، جعله أثرا بعد عين .
وهل يمكن لمواطن شبح أن يطالب بالدواء والغذاء والتعليم؟
 ففي مدينتي الغالية يباع الدواء عند أم عمرو ، وفي دكانها الواقع شمالا ، بفاتورة غالية ، ووصفة طبية مضحكة ، والمدرس أبو عمرو ينام في فصله  ، وما أروع بديهته حين دخل عليه المفتش فقال لطلابه : (هكذا كان ينام عمر رضي الله عنه).
والطريق المعبدة في الطريق ، والسياسة من خصائص" الأمير المبجل" محرمة على الرعية لا يمكنك الحديث عنها إلا في قاع بحر داخل متجن دلي .
وا حسرتاي؟ على واقع كهذا ، يكون فيه سيد القوم أعرجا من شفته ، لا ينادي بمصلحة ولا يرقب في مواطن إلا ولا ذمة .
ويا للعجب من مواطن شبح اقتنع بالمذلة حيا ... وميتا ...يوشك السلطان أن يخرجه من قبره ليسأله لماذا مت ؟ وكيف مت ؟ إياك ثم إياك من أن تتحدث عن واقع جكني في مماتك وفي قبرك ، أما الأحياء فلا تخش فإني كفيل بهم .
والكل يتحدث وينظر عن المستقبل ويتساءل ، لكن الواقع هو هكذا :عطش بن فقر، والفقر بن مرض ، والمرض بن  التهميش والنسيان ، وكل الأبناء بين "مواطن شبح وملك صنم".
بقلم:حدامي محمد يحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق